صيام شهر الله المحرم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد :
فإنَّ الله تعالى فَضَّل بعض الأيام على بعض ، وبعض الشهور على بعض ، ومن ذلك : شهر الله المحرم ، فقد اختصه الله بإضافته إليه ولا يضيف الله تعالى إليه إلا ما كان عظيماً ، كبيته الحرام ، وكعبته المشرفة ، وأجر الصيام ، قال رسول الله e : (( قال الله U : إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .)) متفق عليه.
ولما كان شهر الله المحرم مضافاً إلى الله تعالى ، وأجر الصيام مضافاً إليه كذلك ، ناسب أن يختص هذا الشهر بالصيام ، وأصبح صيامه من أعظم الأعمال الصالحة التي اختص بها .
فعن أبي هريرة t قال : سئل رسول الله e : أي الصيام أفضل بعد شهر رمضان ؟ قال: (( أفضل الصيام بعد شهر رمضان صيام شهر الله المحرم . )) رواه مسلم .
وهذا صريح في أنَّ خير ما يتطوع به الإنسان من الصيام المطلق : صيام شهر الله المحرم .
وعن أمير المؤمنين علي t قال : سمعت رسول الله e يقول : (( إن كنت صائماً – بعد شهر رمضان – فصم المحرم ، فإنَّه شهر الله ، فيه يوم تاب فيه على قوم ، ويتوب فيه على قوم آخرين . )) رواه الإمام أحمد والترمذي .
فأفضل صيام التطوع المطلق: أن يصوم المسلم أياماً من شهر الله المحرم .
أما صيام التطوع المقيد: فأفضلها ما كان من لواحق شهر رمضان ، لكونه كالسنن الرواتب لصلاة الفريضة ، وهو صيام شهر شعبان ، وست من شوال ، لكونها أياماً اكتسبت قوة فضيلتها من رمضان ، إلا ما كان من صيام عشر ذي الحجة ، فهو أفضل ، لورود النص عن رسول الله e في تفضيل العمل الصالح فيها على غيرها من الأيام .
فيكون بذلك أفضل صيام التطوع المقيد : صيام عشر ذي الحجَّة ، ثمَّ صيام شعبان وست من شوال ، وأفضل صيام التطوع المطلق : صيام شهر الله المحرم ، وأفضله : عشره الأول .
شهرُ الحرامِ مباركٌ ميمـونُ والصومُ فيه مضاعفٌ مســنونُ
وثوابُ صائمهِ لوجهِ إلهـــهِ في الخـلدِ عند مليكِهِ مخـــــزونُ
د. أحمد بن عبدالعزيز الحمدان