المقالات


- ولا تنازعوا فتفشلوا

الأربعاء 09 رجب 1433 هـ , 30 مايو 2012

لقد حرص الاسلام على بقاء هذه الأمة قوية متماسكة ، لتتمكن من أداء رسالتها ، والقيام بواجبها ، ولذا حذر الله تعالى من التنازع والخلاف ، ونهى عن التدابر والشقاق ، لمـا يجر من ضعف وخذلان ، وفشل وذهابٍ للقوة والبأس ، وحصولٍ للضعف والهوان .
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) الأنفال (46)
فطاعة الله ورسوله تبطل أسباب الخلاف ، لأن اختلاف الناس إنما هو لاختلاف مصادر القيادة والتوجيه وتعددها ، ولتمكن الهوى المطاع والرغبة المتبعة ، وإن الذي يثير النزاع كما يقول بعضهم: (إنما هو الهوى ، الذي يجعل كل صاحب وجة نظر يصر عليها ، مهما تبين له وجه الحق في غيرها ، وإنما هو وضع الذات في كفة ، والحق في كفة ، وترجيح الذات على الحق ابتداءً) .
إن تجنب أسباب النزاع من أهم عوامل النصر الحقيقية ، ولذا حذر الله تعالى منها ، مبيناً عواقبها ، وهي الفشل وذهاب الريح في أسرع وقت ، ولهذا جاء التعبير في قوله تعالى (فَتَفْشَلُوا) بفاء التعقيب الدالة على السرعة ، للدلالة على سرعة حدوث الفشل بعد التنازع ، وأنه ليس هناك فاصل زمني طويل بينهما ، فهما متلازمان متلاحقان .
 

 

 

 

 
عدد الزيارات :  13849